top of page

مدرب تنمية بشرية

KSAWM

كثيراً ما يتردد هذا اللقب على مسامعنا هذه الأيام و نراه كثيرا مقترنا بإسم البعض على صفحات التواصل الاجتماعى و صفحات الإعلانات المختلفه ، مما بدأ يولد الرغبة المشتعلة عند الكثيرين ليصبحوا من حاملى هذا اللقب .

إنه حقا لقب عظيم ، لكن احذر عزيزي المدرب فلكل لقب مسئولية مثل من يحمل لقب طبيب فهو مسئول مسئولية ضمنيه عن البحث الدائم عن الأساليب العلاجية الجديدة التى تصل بالانسان إلى حالة الشفاء حتى لو استدعى هذا أن يقتطع الطبيب من ساعات نومه و راحته ، وبالمثل لقب مدرب تنمية بشرية إنه لقب يحمل العديد من المسئوليات الضمنيه لكى نتعرف عليها ، ودعونا نغوص سويا داخل هذا اللقب الجليل ثم نتعرف سويا على ما هو جيد فى عالم التدريب ، إنه نموذج البعد الخامس للتدريب

مدرب

المدرب هو شخص يشارك في عمليات تعليم وتوجيه وتدريب الآخرين

الهدف الرئيسي للمدرب هو مساعدة الآخرين في تطوير مهاراتهم الحياتيه والشخصية والمهنية و العقلية .. الخ

تنمية بشرية

التنمية البشرية هي عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل ، وبحياة طويلة وصحية بجانب تنمية القدرات الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات

أى يتضح من المفهوم السابق أن مسئولية المدرب هي مشاركة الآخرين في عملية التعليم والتوجيه ليصل بهم إلى أعلى مستوى ممكن أو متوقع عن طريق تبادل الخبرات واكتشاف المهارت الإنسانية المختلفة لتحقيق أكبر قدر ممكن من النجاح مع الحفاظ على الحالة الصحية للإنسان لأنه ما فائده النجاح والشخص يرقد على فراش المرض ؟

أي لابد للمدرب أن يسعى دائما للتطوير من ذاته وخبراته ليستطيع أن يكون مدرب فعال

ولكي يستطيع المدرب أن يجعل الإنسان يمر بمراحل التطور والتعلم إلى أن يصل إلى مرحلة الإتقان والتميز لابد أن يمر من خلال الابعاد الخمس التالية :

البعد الاول : المعرفة – الادراك Knowledge

المعرفة هي الإدراك والوعي وفهم الحقائق أو اكتساب المعلومة عن طريق التجربة أو من خلال التأمل في طبيعة الأشياء وتأمل النفس أو من خلال الإطلاع على تجارب الآخرين وقراءة استنتاجاتهم ، المعرفة مرتبطة بالبديهة والبحث لاكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات .

المعرفة يحددها قاموس أوكسفورد الإنكليزي بأنها :

  • الخبرات والمهارات المكتسبة من قبل شخص من خلال التجربة أو التعليم ؛ الفهم النظري أو العملي لموضوع .

  • مجموع ما هو معروف في مجال معين ؛ الحقائق والمعلومات ، الوعي أو الخبرة التي اكتسبتها من الواقع أو من القراءة أو المناقشة .

المناقشات الفلسفية في بداية التاريخ مع أفلاطون صياغة المعرفة بأنها "الإيمان الحقيقي المبرر". بيد أنه لا يوجد تعريف متفق عليه واحد من المعارف في الوقت الحاضر، ولا أي احتمال واحد، وأنه لا تزال هناك العديد من النظريات المتنافسة.

كما تعرف المعرفة أيضا بأنها:

وصف لحالة أو عملية لبعض الجوانب الحياتية بالنسبة لأشخاص أو مجموعات مستعدة لها ، فمثلا إذا كنت "أعرف" أنها ستمطر، فإنني سوف آخذ مظلتي معي عند الخروج .

والمعرفة أيضاً هي ثمرة التقابل والاتصال بين الذات المدركة وموضوع مدرك ، وتتميز من باقي معطيات الشعور، من حيث أنها تقوم في آن واحد على التقابل والاتحاد الوثيق بين هذين الطرفين.

البعد الثانى : المهارات Skills

المهارة هي التمكن من إنجاز مهمة بكيفية محددة وبدقة متناهية وسرعة في التنفيذ

وهنا يظهر دور و فعالية المدرب ، الذى يقوم بتحويل كل معارف الإنسان من كونها معلومات إلى مهارات يمكن أن توُجد فى أرض الواقع ، أى توليد الإنجاز من رحم المعرفة على يد المدرب

البعد الثالث : السلوك ، الطريقة Attitude

السلوك مصدر سمّي به الفعل أو رد الفعل لغرض شيء ، يكون عادة مرتبطا بالبيئة.

يمكن للسلوك أن يكون واعياً أو غير واعي ، طوعي أو غير طوعي ، وللسلوك تأثير مباشر على العالم الخارجي المحيط بالكائن الحي مما ينشأ عادة عن بعض المشكلات العلمية في علاقات الناس ببعضهم وبوقوع نتائج السلوك يحدث تأثيرها في الكائن نفسه وبالتالي تحد عملية تغذية راجعة.

هناك أنواع من السلوك منها ما أطلق عليه )سكينر (السلوك الإجرائي الذي يعتمد على مثير معين في البيئة الخارجية ، والسلوك الفضولي لدى الفرد ، وهناك السلوك المقصود والمدبر .

و للسلوك قوانين ذكر منها سكينر القوانين الساكنة ومشتقاتها والقوانين المتحركة ومتبوعاتها وقوانين التفاعل وفروعها .

هذا البعد من الأبعاد الهامة فى التدريب لأنه من خلاله يمكن قياس فعالية التدريب لأن التدريب الناجح هو الذى ينتج عنه تغيير إيجابي فى السلوك ، وهذا التغيير لن يحدث إلا عندما تزداد معارف الإنسان وتتسع مداركه ثم تزداد مهاراته وبالتالى رد فعله أو فعله سيتغير وهذا أيضا دور المدرب أو لنقل المسئولية الضمنية الواقعة على كتف من يحمل هذا اللقب الجليل

الأبعاد الثلاثة السابقة كانت ومازالت تعرف بأختصار KSA لكننى وجدتها غير كافية لنصل إلى المجتمع الذي نحلم به ونسعى للوصول إليه ، هذا ما دفعني للبحث عن كيفية الحفاظ على التغير والتطوير الذي نصل إليه ، لأننا قد نلاحظ فى بعض المتدربين التغيير الإيجابى أثناء فترة التدريب وبعدها بفتره قليله ، ثم عند التعرض لضغط أو مؤثر خارجي يعودون إلى ما كانوا عليه من قبل .

لذلك وجدت أنه لمن الضرورة إضافة البعدين التاليين

 البعد الرابع : لماذا ؟ Why

إن الإنسان يبدأ رحلة بحثه بداية من لماذا ؟

لماذا أنا هنا ؟ لماذا أفعل كذا ؟ لماذا لا أفعل كذا ؟  لماذا أتغير ؟

فلكي يحافظ المدرب على النتيجة المبهرة التي توصل اليها أثناء التدريب لابد أن يحدد للمتدرب ويجعله هو الذي يقر لماذا يجب عليه أن يبحث عن سبلٍ جديده للحياة؟

لماذا يجب عليه أن يطور من حياته ويتعلم طرقاً جديده ومختلفه ؟

لماذا يجب عليه أن يخترق ويكسر منطقة الراحة الخاصة به ؟

لماذا يجب عليه تحمّل مجهود إضافى مقابل التغيير الجديد الذي يريده ؟

البعد الخامس : التكوين العقلى Mental Configuration

الإنسان مزوّد بقدرات عقلية متعددة ، اختلف العلماء في تصنيفها وتحديد العلاقات بينها ، ويشير ذلك إلى أهمية هذه القدرات في حياة الفرد الحالية والمستقبلية ، فضلا عن حياته المهنية والتعليمية والاجتماعية  .

التعريف البسيط المقصود بمصطلح التكوين العقلي هو تكوين الصور التي تريد الحصول عليها داخل عقلك أولاً بشكل مرتب لكي تستطيع أن تعيشها في الواقع ، لأن الحلم لو لم يولد بداخلك لن تحياه حتى لو كنت تمتلك الإمكانيات لذلك

ولكي نحصل على فائدة حقيقية من التدريب لابد أن يكون كل متدرب قد قام بتكوين وترتيب العالم الجديد الذي يريد أن يحصل عليه

فالعقل يروَّض كما يروَّض الجسم بالرياضة وتزداد قدرات العقل كلما زادت عمليات تنميته و تنشيطه.

وهذه بعض الطرق التى تستخدم فى عملية التكوين العقلي

  • تطبيق تقنية " التصور Visualization" ، فهذه التقنية تساعد في تنمية قوة العقل وتوصل إلى نتائج مرضية في الحياة ، والمحاولة في تفكير في الحلم...التفكير فيه بعمق والتعايش معه...والتصديق به ، وتصميم لوحاته...وتزيين أركانه ، ورسم أبعاده...وتحديد أُطره وألوانه  .

  • يقوم المتمرن بتدوين في سجل خاص كل ما يلوح أمامه أثناء التجوال في الفضاء الفكري والتخيلي ( أفكار...أحلام...خطرات...أشخاص...أشياء) وهذا سيساعد العقل الباطن في ترسيخها ومن ثم دفعها للواقع في الوقت المناسب. فالعقل الباطن جزء نشط وفعال من العقل .

أخيرا أود أن أوضح دور المدرب الحقيقى الفعال وهو :

تكوين عالم جديد للمتدرب عن طريق "استخدام المعلومات والخبرات التي يمتلكها الفرد والمدرب في توليد مهارات جديده لكي يتعلم الفرد سلوكيات أفضل تصل به إلى ما يريد بعدما يحدد لماذا يجب عليه فعل هذا ؟ "

ولكي نحصل على هذه النتائج لابد أن يعمل كل مدربي التنمية البشرية كوحدة واحدة تهدف إلى دفع عجلة التقدم المجتمعي و البشري إلى الأمام

 

البعد الخامس للتدريب

KSAWM

مينا عادل

مدرب تنمية بشرية

bottom of page