top of page

ان النظام التربوي الحالي لا يشتغل على فردانية المتعلم ، بل ينشغل بالمتعلمين ككتلة صفية في غالب الأحيان لا تمايز بينها سوى تمايز ذي طبيعة تحكيمية ، بمعنى أنه يلقي بأحكام القيمة على المتعلمين ويقسمهم إلى أذكياء وأغبياء ، وغلى متفوقين وضعفاء ، وما بينهما .

ومن الملاحظ ان هذا التميز في جوهره هو تكريس للكتلة أيضاً ، ولو بدا في ظاهرة تصنيفاً لها . فهو لا يأخذ كل متعلم كشخصية متكاملة وعلى حدى ، وبأن كل متعلم في المجموعة الصفية ذو خصائص وسمات ومميزات ، ولهذا فإن أساليب التعليم وأشكاله تنبني غالباً على التوجه إلى المجموعة المتعلمه بالطريقة نفسها ودون إقامة وزن كبير لكيفية تلقيا وتفاعلها مع هذه الأساليب والأشكال .

لذلك لا بد من تصور يضع المتعلم وطبيعته في صلب العلمية التربوية ، وينظر إلى إمكانيات المتعلم ومعارفه وخبراته ومهاراته على أنها ألأساس الذي تنطلق منه الإستراتيجيات والوسائل والأساليب التي يختارها المعلم في عملية التدريس والمدرب في عملية التدريب ، و هي تتضمن الاستراتيجيات والوسائل والأساليب التي يختارها المتعلم أو يتفاعل معها ! ولعل إدراك ذلك ضروري ليغدو التعليم عملية فعالة يحقق من خلالها المتعلم أقصى ما يمكن من وجوده ضمن مجموعة المتعلمين

فتفعيل نظرة المعلم إلى طلابه وإدراك اختلافاتهم وتنوع ميولهم واتجاهاتهم ورغائبهم ، سيمنحه فرصة للتعامل معهم بجميع الأبعاد التي تشكل الشخصية الإنسانية ، سواء على مستوى الحواس ووضعية الأجساد إلى الظروف البيئية والاجتماعية والثقافية المحيطة بهم

، كما أنه سيضع في اعتباره نفسياتهم ومشاعرهم وتبدل أهوائهم وأمزجتهم . فهو يعرفهم معرفة حقيقية ، وهذه المعرفة ليست معرفة ناجزة ، بل هي معرفة تتحقق بصورة جديدة كل يوم ، وفي هذا ما يمكنه من تبديل الأساليب الأكثر نجاعة ، كما سيفضي إلى توظيف استراتيجات وأساليب أخرى بحاجة إلى تنميتها لدى المتعلمين عبر مرورهم بخبرة جديدة ولكن إدراك المعلم للخصوصيات ولاختلاف طلبته فيما هو أكثر فعالية وتأثيراً ، لا يدفع به فقط إلى اختيار الأنماط الملائمة التي تعرف عليها لدى طلبته ، بل يدفعه أيضاً ، وبصورة موازية ، إلى تعميق أنماط أخرى لديهم ، لأن أشكال التفاعل والتلقي لا يجوز اقتصارها على شكل واحد ، فتدفع بالمتعلم إلى تفعيل ذاته في إحدها ، ويهمل غيرها ، فلو ارتأى المعلم أن تلميذاً يجيد التعلم من خلال توظيف حاسة الاستماع مثلاً ، فعلى المعلم أن يغذيها ولكنه سيعمل بالتأكيد على تنمية أشكال أخرى لديه ، كإجادة التعلم عن طريق توظيف حاسة البصر عبر أنشطة بصرية .

وفي ضوء ذلك ، سنتطرق بهذا العدد الى مهارات تطبيق إستراتيجيات التعلم النشط وتعزيز ممارساته كمحاولة جدية للدخول في جوهر التعلم النشط ، وتناوله بصورته النظرية والتطبيقية

و يمكننا ان نذكر الاستراتيجيات التالية كأنجع و اقوى الوسائل التعليمية التعلمية في اطار هذا النوع من التعلم

إستراتيجية العصف الذهني إستراتيجية العمل الجماعي إستراتيجية المناقشة إستراتيجية الألعاب والإلغاز إستراتيجية خرائط المفاهيم إستراتيجية الخيال العلمي إستراتيجية الكرسي الساخن إستراتيجية القصة إستراتيجية حل المشكلات إستراتيجية الاستقراء إستراتيجية الورشة التعليمية إستراتيجية التعلم بالاكتشاف إستراتيجية فكر,زاوج,شارك إستراتيجية البطاقات المروحية إستراتيجية الرؤوس المرقمة إستراتيجية مسرح العرائس إستراتيجية لعب الأدوار إستراتيجية فرز المفاهيم إستراتيجية حوض السمك إستراتيجية الظهر بالظهر إستراتيجية العروض العملية إستراتيجية التدريس التبادلي إستراتيجية أعواد المثلجات إستراتيجية أسئلة البطاقات إستراتيجية المسابقات إستراتيجية مثلث الاستماع إستراتيجية التعلم بالتعاقد إستراتيجية داخل وخارج الدائرة إستراتيجية القبعات الست

العصف الذهني :- مفهوم العصف الذهن: * ـ يقصد به توليد وإنتاج أفكار وآراء إبداعية من الأفراد والمجموعات لحل مشكلة معينة، وتكون هذه الأفكار والآراء جيدة ومفيدة .. أي وضع الذهن في حالة من الإثارة والجاهزية للتفكير في كل الاتجاهات لتوليد أكبر قدر من الأفكار حول المشكلة أو الموضوع المطروح، بحيث يتاح للفرد جو من الحرية يسمح بظهور كل الآراء والأفكار. خطوات جلسة العصف الذهني .

 المغرب-فوزية العسيلي

دكتوراه فخرية ومستشارة تدريب بعدة اكاديميات 
مفوضة من البرلمان العالمي لعلماء التنمية البشرية​

استراتيجيات التعلم النشط

الجزء الثاني

* ـ تمر جلسة العصف الذهني بعدد من المراحل يجب توخي الدقة في أداء كل منها على الوجه المطلوب لضمان نجاحها وتتضمن هذه المراحل ما يلي : 1- تحديد ومناقشة المشكلة ( الموضوع ) : قد يكون بعض المشاركين على علم تام بتفاصيل الموضوع في حين يكون لدى البعض الآخر فكرة بسيطة عنها وفي هذه الحالة المطلوب من قائد الجلسة هو مجرد إعطاء المشاركين الحد الأدنى من المعلومات عن الموضوع لأن إعطاء المزيد من التفاصيل قد يحد بصورة كبيرة من لوحة تفكيرهم ويحصره في مجالات ضيقة محددة .

2- إعادة صياغة الموضوع : يطلب من المشاركين في هذه المرحلة الخروج من نطاق الموضوع على النحو الذي عرف به وأن يحددوا أبعاده وجوانبه المختلفة من جديد فقد تكون للموضوع جوانب أخرى . وليس المطلوب اقتراح حلول في هذه المرحلة وإنما إعادة صياغة الموضوع وذلك عن طريق طرح الأسئلة المتعلقة بالموضوع ويجب كتابة هذه الأسئلة في مكان واضح للجميع . 3- تهيئة جو الإبداع والعصف الذهني : يحتاج المشاركون في جلسة العصف الذهني إلى تهيئتهم للجو الإبداعي وتستغرق عملية التهيئة حوالي خمس دقائق يتدرب المشاركون على الإجابة عن سؤال أو أكثر يلقيه قائد المشغل . 4- العصف الذهني : يقوم قائد المشغل بكتابة السؤال أو الأسئلة التي وقع عليها الاختيار عن طريق إعادة صياغة الموضوع الذي تم التوصل إليه في المرحلة الثانية ويطلب من المشاركين تقديم أفكارهم بحرية على أن يقوم كاتب الملاحظات بتدوينها بسرعة على السبورة أو لوحة ورقية في مكان بارز للجميع مع ترقيم الأفكار حسب تسلسل ورودها، ويمكن للقائد بعد ذلك أن يدعو المشاركين إلى التأمل بالأفكار المعروضة وتوليد المزيد منها . 5- تحديد أغرب فكرة : عندما يوشك معين الأفكار أن ينضب لدى المشاركين يمكن لقائد المشغل أن يدعو المشاركين إلى اختيار أغرب الأفكار المطروحة وأكثرها بعداً عن الأفكار الواردة وعن الموضوع ويطلب منهم أن يفكروا كيف يمكن تحويل هذه الأفكار إلى فكرة عملية مفيدة وعند انتهاء الجلسة يشكر قائد المشغل المشاركين على مساهماتهم المفيدة . 6- جلسة التقييم : الهدف من هذه الجلسة هو تقييم الأفكار وتحديد ما يمكن أخذه منها ، وفي بعض الأحيان تكون الأفكار الجيدة بارزة وواضحة للغاية ولكن في الغالب تكون الأفكار الجيدة دفينة يصعب تحديدها ونخشى عادة أن تهمل وسط العشرات من الأفكار الأقل أهمية وعملية التقييم تحتاج نوعاً من التفكير الانكماشي الذي يبدأ بعشرات الأفكار ويلخصها حتى تصل إلى القلة الجيدة. و من بين أهداف طريقة العصف الذهني. 1 ـ تفعيل دور المتعلم في المواقف التعليمية . 2 ـ تحفيز المتعلمين على توليد الأفكار الإبداعية حول موضوع معين, من خلال البحث عن إجابات صحيحة, أو حلول ممكنة للقضايا التي تعرض عليهم . 3 ـ أن يعتاد الطلاب على احترام وتقدير آراء الآخرين . 4 ـ أن يعتاد الطلاب على الاستفادة من أفكار الآخرين, من خلال تطويرها والبناء عليها . إستراتيجية العمل الجماعي: العمل معاً لإنجاز أهداف مشتركة بمجموعات صغيرة كفاءتها متباينة الأستاذ هو المسؤول الأول في نجاح عمل بالمجموعات ثم الأسرة … كيف يتم تنفيذ التعلم التعاوني ؟ 1- تقسيم التلاميذ إلي مجموعات مصغرة من 3-4 أعضاء 2- تعطى لهم واجبات محددة 3- ينتج عن الجهود المبذولة عمل جماعي 4- يستفيد جميع الأعضاء من مجهودهم و يتم التبادل المعرفي و المهاري من مزايا التعلم الجماعي ؟انه يجعل المتعلم يكتسب كفاءة عملية و ينميي لدى التلميذ روح المسؤولية اتجاه نفسه و مجتمعه .و كذلك ينمي لديه روح التعاون ليستفيد و يفيد غيره. اما للأستاذ فهويعطيه فرصة لمتابعة وتعرف على حاجات تلاميذه . وتبادل الأفكار بين التلاميذ بستغلال الطريقة الحوارية .ثم احترام آراء بعضهم بعض وتقبل الأفكار المخالف لأيهم .و بالتالي تنمية الطريقة العلمية للتعلم الذاتي لدى التلاميذ وتدريبهم على حل المشكلة المطروحة و التعاون على إيجاد حل موحد. تنمية استقراء البحوث و عرض وجهات النظر.

واللي اللقاء في العدد القادم لاستكمالالاستراتيجيات الخاصة بالتعلم النشط.

 

bottom of page